!خالد عبدالرحمن و مشعل الجاسر
بعد أن تدخل عالم الدعاية والإعلان، وتصبح دائرتك هي نفس الدائرة التي تجمع المشاهير، والمخرجين، والممثلين، وأي شخص لم تتخيل نفسك تقابله في حياتك، ستلاحظ مع الوقت أن شخصيتك مالت إلى أن تكون غير مكترثة بحجم شهرة الأشخاص وقدرهم في المجتمع، ومكترثة جدًا لأخلاقهم وأسلوبهم في العمل وتعاملهم مع الناس.
خلال سنواتي في المجال أعتقد أني من أكثر الأشخاص الفضوليين فيه، لأني أجزم أني خلال الثلاث سنوات حضرت 80% من التصاوير التي كان لي دخل فيها والتي لم تكن، كنت فقط “أسجل دخول” بدون أي اكتراث بالمسموح أو غير المسموح..
وخلال هذه الرحلة قابلت الكثير من المشاهير والكثير من المخرجين المشاهير، ولم أبهر حقيقةً إلا بالقليل، ومن هؤلاء القليل:
المخرج الرائع مشعل الجاسر
والفنان القدير خالد عبدالرحمن (أبو نايف)
ولا قصورًا بالممثل الفنان حامل الأفلام على ظهره: الدوخي
سمعت عن هذا التصوير الذي يجمع الأساطير.. حرفيًا!
فقلت بدون تردد ولا تفكير “أرسلوا اللوكيشن”، وأرسلوا لي موقعًا يبعد عني حوالي ساعة إن لم تكن أكثر.. انطلقت
وخلال هذا المشوار قررت تثقيف نفسي أكثر بخالد عبدالرحمن، فأنا لم أكن أعرف عنه إلا أغنيتين، وسمعة أخلاقه العالية وكشتاته.. بحثت ووجدت لقاءً قديمًا له، وكان في مقدمته تعريف بالضيف، وأنا هنا أقتبس تقريبًا: “خالد عبدالرحمن أنت ما شاء الله معروف عنك أخلاقك العالية” فقلت في نفسي ما الخبيئة التي يفعلها هذا الشخص ليصبح بهذه السمعة وما الطموح الذي زرعه فيني لأصبح مثله!
وصلت إلى موقع التصوير وأنا أصبحت أعرف أن خالد عبدالرحمن هو رجل الأفعال والمواقف، رجل صاحب كلمة وأخلاق عالية، وصاحب صوت شتوي شعبي مع شاهي، ومن حسن حظي أني يوم وصلت التصوير، وصلت على مشهد له وهو يعزف ويغني!
كدت أحسد الموجودين على ما فاتني..
وأكرر أن هذا التصوير قد لا يتكرر! خالد عبدالرحمن ومشعل الجاسر في مكان واحد!
ولأول مرة أرى مشهور (مشعل الجاسر) يحاول التقرب من مشهور آخر (خالد عبدالرحمن)!
فمشعل كان متحمسًا جدًا وهو يصور هذا الإعلان، كأنه فلم سينمائي أوسكاري بلا شك.
انتهى اليوم الأول وأنا أنتظر اليوم التالي بلا صبر.
اليوم الثاني، المهمة: خذ صورة.. واحرص أن تكون تاريخية.
وصلت إلى التصوير أبكر من اليوم السابق، أراقب وأزحم المصورين بالتقاط ذكرياتي..
الخطة:
صورة فسلام، صورة فعبارة، صورة فحديث عابر، صورة ف.. ممكن صورة؟
كانت هذه الخطة، لكن أظن أني لم أكن الوحيد الذي يتبع هذه الاستراتيجية، ففشلت الخطة..
لكن؟ أحمد الله أني في ذلك التصوير كنت في موقع العميل، فكان من الصعب طردي حتى ولو قررت التطفل والدخول إلى كرفانه الخاص!
ها "أنا وياه" في الكرفان ومع ناسٍ قلة
في لحظة تاريخية يغني لنا فيها، للتسجيل.. تسجيل خاص فعلاً!!
جلسة خاصة مخصوصة، لولا طلبه منا ألا نصوّر لكان من الممكن أن أوثق تسجيلًا تاريخيًا لخالد عبدالرحمن!
انتهت جلسة التسجيل، وجاءت الفرصة: سلام، فعبارة، فحديث عابر، ف.. ممكن صورة؟
صورة جميلة ولحظة خاصة جمعتني بالفنان أبو نايف، كم أنا سعيد حقيقةً، وكم أنا محظوظ.
أشارككم هذه الذاكرة الجميلة من #ذاكرة_عبدالله
